N
الوصفة الدقيقة

علاج السكتة الدماغية الإقفارية

السكتة الدماغية الإقفارية

السكتة الدماغية الإقفارية تحدث عندما ينقطع إمداد الدم إلى الدماغ أو جزء منه فيسبب تلف الخلايا، وتنجم معظم السكتات عن انسداد في الشريان المؤدي إلى الدماغ، وهو ما يسمى بنقص التروية أو السكتة الإقفارية.

وهذا العلاج هو إجراء يتم بأقل قدر ممكن من التدخل الجراحي عن طريق إدخال أنبوب قسطرة من أعلى الفخذ وتمريره عبر الشريان ليصل إلى مكان وجود الخثرة في الدماغ. بعد ذلك يستعمل الأطباء دعامة سحب الخثرات، وهي جهاز صغير يلتقط الخثرة الدموية الموجودة في الدماغ ويسحبها إلى خارج الجسم. وقد ثبتت الفعالية الكبيرة والتأثير الجذري لهذا العلاج في علاج السكتة الإقفارية، أو نقص التروية، إذ أشارت الدراسات الأخيرة إلى أن سحب الخثرة بواسطة الدعامة يزيد من احتمال تعافي المرضى بشكل كامل.

ووصف الدكتور رامون نافارو، أخصائي جراحة الأعصاب في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، هذا العلاج بأنه “أكبر تغيير في مجال علاج السكتات الدماغية خلال الـ20 عاماً الماضية”، وأضاف: “لقد استخدمناه لعلاج 100 مريض عانوا من الأعراض المفاجئة للسكتة، مثل الوهن الحاد وصعوبة النطق والكلام، التي تظهر حسب الجزء المتضرر من الدماغ، ولمسنا كيف يفيد العلاج السريع في عودة المرضى لحياتهم السابقة في غضون أيام”.

كما صرح الدكتور جاك قبرصي، رئيس قسم طب الطوارئ في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “يُقدّم فريقنا المتعدد التخصصات في قسم الطوارئ أولوية عالية ورعاية فورية لأي مريض يحتمل إصابته بسكتة دماغية”.

“فإيماننا بفلسفة “المريض أولا” يدفعنا لتقديم رعاية فائقة لجميع مرضانا طوال فترة العلاج والشفاء، بما في ذلك توفير علاجات وتقنيات متطورة “.

وحول تفاصيل استخدام هذا العلاج، يقول الدكتور خليل زهرا، أخصائي جراحة الأعصاب في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “بعد تلقي العلاج في معهد طب الطوارئ، يُرسل المرضى إلى معهد التصوير لإجراء الفحوص اللازمة وبناء على النتائج يتم اتخاذ القرار حول الحاجة لإزالة الخثرة. من المؤكد أن التغير الذي يطرأ على حالة المرضى بعد إزالة الخثرة كبير جداً، فغالباً ما يعودون إلى حالتهم الطبيعية بعد إصابتهم بشلل في جانب واحد من الجسم. لقد أثبت علاج الاستئصال الميكانيكي للخثرة فعاليته في تغيير حياة 100 مريض خضعوا للعلاج على يد الفريق الطبي متعدد التخصصات في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، وهؤلاء المرضى جاؤوا من شرائح وأعمار مختلفة”.

تصيب السكتات الدماغية المرضى في الإمارات في سن أصغر نسبياً مقارنة بأنحاء العالم الأخرى، إذ تشير بيانات دائرة الصحة في أبوظبي وهيئة صحة دبي إلى أن نحو 50% من هؤلاء المرضى لا تتجاوز أعمارهم 45 عاماً، فيما أن 80% من مرضى السكتات الدماغية في العالم لا تقل أعمارهم عن 65 عاماً.

وتزامنا مع اليوم العالمي للسكتة الدماغية الذي تقام فعالياته سنويا في 29 أكتوبر، من المهم أن نذكّر بعبارة “BE FAST“، وهي الحروف الأولى لعوارض حدوث السكتة الدماغية والتي تعني: التوازن(Balance)، العيون ((Eyes، الوجه(Face)، ساعد اليد) (Arm، الكلام (Speech)، والوقت (Time) وذلك لضرورة السرعة في التماس العناية الطبية لتجنب الأضرار الدائمة.

وتختلف أعراض الإصابة بالسكتة الدماغية من شخص لآخر، لكن هناك بعض الأعراض الشائعة مثل الفقدان المفاجئ للتوازن والفقدان المفاجئ للرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما، وتدلي الوجه من جهة واحدة عند محاولة الابتسام، وهبوط إحدى الذراعين عند محاولة رفعهما فوق الرأس ووجود صعوبة في النطق.

عند رصد مثل هذه الأعراض لا بد من التصرف بسرعة للحد من الإصابة بتلف دائم في الدماغ ومنع حدوث المزيد من المضاعفات. وفي هذا الشأن يقول الدكتور سيد إيرتيزا حسين، أخصائي طب الأعصاب في مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”: “إذا انقطع إمداد الأكسجين عن الدماغ، يتوقف نسيج الدماغ عن العمل بعد أقل من دقيقتين، ويتعرض لضرر لا يمكن إصلاحه يؤدي إلى تلف النسيج بعد نحو ثلاث ساعات. في حال ظهور مجموعة من هذه الأعراض، أو حتى عرض واحد فقط، يجب الاتصال فوراً بالإسعاف، لأن المماطلة بذلك قد تتسبب بحدوث ضرر دائم في الدماغ وحالات عجز. من المهم أن يحصل المريض على الرعاية الطبية بأسرع وقت ممكن حتى وإن كانت الأعراض بسيطة لأن الأمر لا يحتمل المخاطرة”.

ومن المعروف أن مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي” هو مركز رسمي للسكتة الدماغية في مدينة أبوظبي نظراً لما يمتلكه من إمكانيات كبيرة لتشخيص السكتات الدماغية بشكل متطور وسريع وتقديم العلاج المناسب لها، إلى جانب توفير برامج طويلة الأمد لإعادة تأهيل المرضى.

المصدر :

كليفلاند كلينك أبوظبي

مواضيع ذات صلة