السكتة الدماغية اسبابها وعلاجها
السكتة الدماغية اسبابها وعلاجها
السكتة الدماغية اسبابها وعلاجها تأتي السكة الدماغية في المركز الثاني في قائمة الأسباب الرئيسية للإعاقة في الإمارات العربية المتحدة بعد حوادث الطرق. حيث يتعرض 7000-8000 شخص سنوياً في المنطقة للسكتة الدماغية أي ما يعادل شخص كل ساعة.
ومن المعروف على نطاق واسع أن السكتة الدماغية تعد السبب الرئيسي للموت في العالم. لكن ما لا يعلمه الكثير أنها السبب الرئيسي الثاني للإصابة بإعاقة طويلة الأمد.
إن أردنا التحدث ببساطة فإن السكتة الدماغية هي عبارة عن نوبة دماغية. وهي حالة مفاجأة تلحق ضرراً دائماً بمنطقة من الدماغ، تنجم إما بسبب انسداد الأوعية الدموية (السكتة الدماغية الإقفارية) أو بسبب انفجار الأوعية الدموية مما يسبب نزيفاً في الدماغ (السكتة الدماغية النزفية).
يموت 20% من المرضى خلال سنة واحدة بعد التعرض لسكتة دماغية، في حين يعاني 10% من إعاقة شديدة تتطلب رعاية طويلة الأمد، ويعاني 40% ممن نجوا من سكتة دماغية من إعاقة متوسطة إلى شديدة بينما يتعافى 20% مع إعاقة طفيفة في حين يتعافى 10% من المرضى بشكل تام. أي يحتاج أكثر من نصف المرضى لتدخل علاجي في مرحلة ما بعد تعرضهم لسكتة دماغية لتحسين حالتهم الوظيفية ونوعية الحياة.
ومع ما ينجم عنها من مشكلات جسدية وإدراكية وعاطفية، تعتبر السكتة الدماغية تجربة مفاجأة مدمرة تغير حياة الشخص نفسه وأسرته. وأكثر الأعراض شيوعاً بعد التعرض لسكتة دماغية هو ضعف طرف أو جانب من الجسم ومن المشكلات الشائعة الأخرى ضعف الإحساس ومشكلات في الكلام وفقدان الرؤية والتشوش وضعف الذاكرة.
السكتة الدماغية اسبابها وعلاجها
لحسن الحظ هنالك أمل بعد التعرض لسكتة دماغية بمساعدة التشخيص الفوري والعلاج المبكر والوصول في الوقت المناسب لفريق من أخصائيين في إعادة التأهيل مع دعم الأسرة.
تشير الكثير من الأبحاث والأدلة العلمية إلى وجوب رعاية المرضى الذين تعرضوا لسكتة دماغية في وحدات سكتة دماغية مخصصة في المستشفيات بدلاً من إحالتهم إلى أقسام طبية عادية. وجوهر الموضوع هو الوصول إلى فريق متعدد الاختصاصات يتألف من أطباء إعادة تأهيل وممرضين مختصين في إعادة التأهيل وأخصائيي علاج طبيعي ومعالجين مهنيين ومعالجي كلام ولغة وأخصائيي تغذية وأخصائي اجتماعي وطبيب نفسي عصبي. حيث أن التأهيل المتخصص المقدم في الوقت المناسب في مستشفى إعادة تأهيل سكتة دماغية متخصص تحت رعاية وخبرة فريق متعدد التخصصات يؤدي إلى مضاعفات أقل ونتائج أفضل وإلى الارتقاء بنوعية الحياة وتحقيق نتائج أفضل على مستوى القدرات الوظيفية.
لكن كأي حالات أخرى تهدد للحياة تعد السكتة الدماغية من الحالات التي يمكن الوقاية منها. حيث يمكن الوقاية من 70% من حالات السكتة الدماغية عن طريق اتباع تعديلات بسيطة لكن مفيدة في نمط الحياة.
يعد ارتفاع ضغط الدم عامل الخطر الأكبر والوحيد للإصابة بسكتة دماغية. فهو قاتل صامت إن لم يعالج بشكل مناسب يزيد خطر إصابة الشخص بسكتة دماغية بنسبة 4-6 مرات. لذا من المهم إجراء فحص للكشف عن ارتفاع ضغط الدم وفي حال تم الكشف عنه يتوجب علاجه بشكل مناسب وقاسي إلى حد ما. إذ يمكن علاجه مع تعديلات على نمط الحياة مثل إنقاص الوزن وممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي صحي. وقد يتطلب هذا على أي حال تناول أدوية منتظمة أيضاً. بالنتيجة إن التحكم بارتفاع ضغط الدم من شأنه أن يقلل فرصة التعرض لسكتة دماغية إلى حد كبير.
على أي حال، حوالي 41% من المرضى ممن تمت إحالتهم لقسم إعادة التأهيل في مركز أمانة للرعاية الطبية والتأهيل في عام 2016 تم تشخيص حالتهم بالسكتة الدماغية. ومن جانب آخر 50% من المرضى الذين تعرضوا لسكتة دماغية في الإمارات العربية المتحدة سنهم ما دون 45 عاما ًوهذا وضع غير عادي مقارنة مع المتوسط العالمي حيث 80% من مرضى السكتة الدماغية يتجاوز سنهم 65 عاماً ويمكن تفسير هذا الوضع الشاذ بحقيقة أن 18-20% من الإماراتيين يعانون من السمنة المفرطة في حين يعاني 20% تقريباً من مرض السكري.
بالمحصلة لا بد من إحداث تغيير في نمط الحياة الشائع غير الصحي الذي يتبعه العديد من الأشخاص مع انخفاض النشاط البدني نظراً لتقلب درجات الحرارة ومتعة تناول الوجبات السريعة وثقافة العمل. ولفهم أن السكتة الدماغية أمر يمكن الوقاية منه وأنها إن حدثت فعلاً فهناك أمل بالشفاء منها لا بد من إحاطة المجتمع الإماراتي بالمعرفة الضرورية.